ولذلك العيد للصالحين عَوْد حميد إلي مقام جديد من عند الحميد المجيد، يُلبسهم فيه ويُحلهم فيه النبي الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم ...
ومَن لم يحدث له هذا فلا يشعر بحلاوة في قلبه للعيد!!
وإنما يُعَيِّد كما يُعيِّد الأطفال والصبيان !!!1
لكن هؤلاء الرجال ليسوا كذلك.
دخل رجل على الإمام عليّ في يوم العيد وهو يأكل خبزاً جافاً!!
فقال: ما هذا يا إمام؟!! حتى في يوم العيد!!
قال رضى الله عنه وكرَّم الله وجهه:
{ وما العيد؟ اليوم عيد من تَقبَّل الله صيامه وشكر سعيه وغفر ذنبه، اليوم لنا عيد وغداً لنا عيد وبعد غد لنا عيد وكل يوم لا نعصى الله عزَّ وجلَّ فيه فهو لنا عيد }، و لما رأى كرّم الله وجهه زينة النبط بالعراق في يوم عيد؛ قال: { ما هذا الذي أظهروه؟ قالوا: يا أمير المؤمنين هذا يوم عيد لهم، فقال: كل يوم لا يعصى الله عزَّ وجلَّ فيه فهو لنا عيد }[1]
انظر إلى المفاهيم الناضجة عند الإمام عليّ رَضِيَ الله عنه وأرضاه، فهذا هو العيد الذي يعيشه الصالحون.
لابد أن يفوز بحال جديد ومقام حميد من عند الحميد المجيد، كشوف الترقية تنزل يوم العيد، فلا بد أن يكون لك اسم في هذه الكشوف، لمن ذلك؟ لمن أقبل على القلب، وليس على القالب، لمن أقبل على القلب، وجعل أعمال القالب والجوارح والأجسام منبهات إلى ما يرجوه الله عزَّ وجلَّ من قلوب القوم الكرام الذين يتأسون بالمصطفي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.