Advanced search

دروس Related

  • صلاة التراويح أهميتها وفوائدها

    More
  • المفطرات المعنوية-الغيبة والنميمة

    More
  • المفطرات المعنوية الرفث و الفسوق

    More
View all

New الدروس

  • صلاة التراويح أهميتها وفوائدها

    More
  • المفطرات المعنوية الرفث و الفسوق

    More
  • المفطرات المعنوية-الغيبة والنميمة

    More
اعرض الكل

Most visited

  • آداب العزاء للسيدات

    More
  • أحداث آخر الزمان والقضاء علي اليهود

    More
  • رسالة التمام (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)ـ

    More
View all

برنامج قصة سورة_واجبنا نحو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم

Visits number:21 Downloads number:Not found
Download video Watch Download audio Listen
برنامج قصة سورة_واجبنا نحو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم
Print Friendly, PDF & Email
+A -A



واجبنا نحو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم

المذيع: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ولقاء يتجدد مع حضراتكم في قصة سورة، في هذه الحلقة مشاهدينا الكرام سوف نستكمل معكم سلسلة حلقاتنا مع المولد النبوي الشريف وسوف يكون عنوان هذه الحلقة: واجبنا نحو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلَّم، ويسعدنا أن يكون ضيفنا في هذه الحلقة فضيلة الشيخ/ فوزي محمد أبو زيد الداعية الإسلامي الكبير.

الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم

المذيع: فضيلة الشيخ حدثنا عن الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلَّم؟

الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلَّم هو أول واجب على المسلم نحو نبي الإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، ووضح الله عز وجل هذا الواجب في قوله تعالى: " لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ " (9الفتح) فهذه أهم الواجبات علينا لرسول الله أوجبها الله بنص الآية في سورة الفتح.

والإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلَّم أي الإيمان بأنه رسول مُرسل من عند الله، وأن الله عز وجل هو الذي أرسله وأوحى إليه وأنزل عليه أمين الوحي جبريل بكتاب الله، وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي ربَّاه على عينه منذ صغره، وأن الله سبحانه وتعالى جعله خاتم أنبيائه ورسله، وأن الله عز وجل طهَّر قلبه في صباه وجعله قلباً تقياً نقياً خالصاً لنزول كتاب الله، وأن الله عز وجل جمَّله بالأخلاق الكريمة المرضية التي يحبها الله، وقال لنا أجمعين في شأنه: " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ " (4القلم) أي أن أخلاقه هي الأخلاق العظيمة التي يجب وينبغي علينا أن نتخلق بها ونسير على دربها في حياتنا كلها.

متابعته

وأوجب الله تبارك وتعالى علينا أيضا أن نتابعه، فإن الإيمان به يستوجب متابعته في كل حركاته وسكناته، فقال صلى الله عليه وسلَّم عندما أُمر المؤمنين بالصلاة:

{ صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي }[1]

فلا يقبل الله الصلاة إلا إذا كانت على الهيئة التي كان يؤديها بها رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، وقال صلى الله عليه وسلَّم عندما كان يحج بيت الله الحرام:

{ خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ }[2]

أي شعائر الحج، فلا يقبل الله شعائر الحج من حجاج بيت الله الحرام إلا إذا كانت على شاكلة الشعائر التي كان يؤديها بها رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.

فالإيمان به صلى الله عليه وسلَّم يستوجب محبته، ويستوجب متابعته ظاهراً وباطناً، ظاهراً في الأعمال التي أشرنا إليها كالصلاة والصيام والزكاة والحج، وباطناً في سلامة القلب من الأحقاد والأحساد والبغضاء والإحن والشحناء، أي يكون قلب نقياً كما قال الله: " إِلا مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ " (89الشعراء).

فالإيمان به بهذه الشاكلة يقول لنا فيه الله: " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ الله كَثِيرًا " (21الأحزاب) وضرب النبي صلى الله عليه وسلَّم مثلاً ضربته له الملائكة، عندما جاءه نفر من الملائكة وهو نائم فقال بعضهم:

{ إِنَّهُ نَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ، فَقَالُوا: إِنَّ لِصَاحِبِكُمْ هَذَا مَثَلًا، فَاضْرِبُوا لَهُ مَثَلًا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ، فَقَالُوا: مَثَلُهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا وَجَعَلَ فِيهَا مَأْدُبَةً وَبَعَثَ دَاعِيًا، فَمَنْ أَجَابَ الدَّاعِيَ دَخَلَ الدَّارَ وَأَكَلَ مِنَ الْمَأْدُبَةِ، وَمَنْ لَمْ يُجِبْ الدَّاعِيَ لَمْ يَدْخُلِ الدَّارَ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الْمَأْدُبَةِ، فَقَالُوا: أَوِّلُوهَا لَهُ يَفْقَهْهَا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ، فَقَالُوا: فَالدَّارُ الْجَنَّةُ، وَالدَّاعِي مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلَّم، فَمَنْ أَطَاعَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلَّم فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَى مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلَّم فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلَّم فَرْقٌ بَيْنَ النَّاسِ }[3]

وهذا لأننا نجد بعض أهل الأديان الأخرى يقولون: نؤمن بالله ولكننا لا نؤمن برسول الله، وهذا لا يصح به الإيمان في ديننا، فالإيمان لا بد أن يكتمل بلا إله إلا الله محمدٌ رسول الله.

لكن أهل الأرض جميعاً كما قال الله: " وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ " (38الزمر) إذاً موطن الخلاف في محمدٌ رسول الله، ونحن نؤمن بالأنبياء السابقين أجمعين وبرسالاتهم، لكنهم يختلفون على النبي صلى الله عليه وسلَّم، مع قول الله في شأنهم: " يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ " (146البقرة) هل يوجد أحد يتوه عن عياله؟ لا، فهم يعرفونه بما وصفه لهم أنبياؤهم ورسلهم كمعرفة الأب بأبنائه، ولكنهم كما قال الله: " فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ الله يَجْحَدُونَ " (33الأنعام).

أهل مكة كانوا يعلمون أنه الصادق الأمين، والذي منعهم من الإيمان به هو الحسد: " أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ الله مِنْ فَضْلِهِ " (54النساء) وكذلك أهل الأديان الأخرى يعلمون بما علَّمهم أنبياؤهم وكُتبهم أنه النبي الخاتم في آخر الزمان، ولكن منعهم الحسد من الإيمان به.

إذاً جعل الله سبحانه وتعالى الإيمان به شرط الإيمان الكامل عند الله تبارك وتعالى: " لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ " (9الفتح) لا بد من الإيمان بالله والإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلَّم.

وجوب طاعته

المذيع: ما وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلَّم؟

ما دمنا آمنا بالنبي وآمنا بالله علينا أن نسمع قول الله: " وَأَطِيعُوا الله وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " (132آل عمران) وطاعة الرسول هي نفسها طاعة لله، لأن الله قال في شأنه: " مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ الله " (80النساء) لأن الرسول صلى الله عليه وسلَّم لم يأمرنا إلا بشيء فيه نفعنا في الدنيا أو في الآخرة، ولم ينهانا عن شيء إلا وفيه ضُرٌّ لنا في الدنيا وعذاب أو حساب أو عقاب لنا في الآخرة، ولذلك قال الله: " وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا " (7الحشر).

وإذا كان ينطق بكلام فإن كلامه على الدوام وحي من الله تبارك وتعالى: " وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى " (3-4النجم) أي لا نشك في كلامه أن هذا كلام من عنده، بل كلام يأمرنا به أو ينهانا عنه الله، ونعلم علم اليقين أن هذا وحيٌ من رب العالمين سبحانه وتعالى، فنطيعه في كل ما يأمرنا به صلى الله عليه وسلَّم.

ولذلك دخل رسول الله صلى الله عليه وسلَّم المسجد يوماً وكان رجلاً من المؤمنين يصلي نافلة، فدعاه، ولكن الرجل لم يرد وأكمل الصلاة، وبعد إنتهائه ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقال:

{ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فَقَالَ: أَلَمْ يَقُلْ اللَّهُ: (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) }[4]

أنت في نافلة والرسول دعاك، ودعوة الرسول فرض والصلاة نافلة، إذاً يجب أن تُسلم من النافلة لتجيب الفرض، وهذا نقوله أيضاً في الوالدين، إذا دعا الوالد أو الوالدة ابنهما أو ابنتهما وكانا في صلاة نافلة عليهما أن يخرجا ويسلما من النافلة ويجيبا والدهما أو والدتهما، لأن طاعة الوالدين فرض، وهذه نافلة، وإذا كان يؤدي فريضة، قالوا: يجهر بصوته ليُسمعهم أنه في الصلاة، حتى لا يتضررا من ذلك.

وروى الرسول صلى الله عليه وسلَّم قصة عجيبة حصلت في عابد من بني إسرائيل في هذا الأمر، أنه كان عندهم عابد اسمه جريج يعيش في صومعة له خارج البلدة، وكان يُستجاب بدعائه، فذهبت أمه يوماً لزيارته وكان في الصلاة، فنادت عليه وقالت كما ورد:

{ يَا جُرَيْجُ، فَقَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، فَانْصَرَفَتْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، فَقَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، فَانْصَرَفَتْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، فَقَالَتْ: اللهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى وُجُوهِ الْمُومِسَاتِ، فَتَذَاكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ جُرَيْجًا وَعِبَادَتَهُ وَكَانَتِ امْرَأَةٌ بَغِيٌّ يُتَمَثَّلُ بِحُسْنِهَا، فَقَالَتْ: إِنْ شِئْتُمْ لَأَفْتِنَنَّهُ لَكُمْ، قَالَ: فَتَعَرَّضَتْ لَهُ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا، فَأَتَتْ رَاعِيًا كَانَ يَأْوِي إِلَى صَوْمَعَتِهِ، فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا، فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ، فَلَمَّا وَلَدَتْ قَالَتْ: هُوَ مِنْ جُرَيْجٍ، فَأَتَوْهُ فَاسْتَنْزَلُوهُ وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالُوا: زَنَيْتَ بِهَذِهِ الْبَغِيِّ، فَوَلَدَتْ مِنْكَ، فَقَالَ: أَيْنَ الصَّبِيُّ؟ فَجَاءُوا بِهِ، فَقَالَ: دَعُونِي حَتَّى أُصَلِّيَ، فَصَلَّى، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَتَى الصَّبِيَّ فَطَعَنَ فِي بَطْنِهِ، وَقَالَ: يَا غُلَامُ مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ: فُلَانٌ الرَّاعِي، قَالَ: فَأَقْبَلُوا عَلَى جُرَيْجٍ يُقَبِّلُونَهُ وَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ، وَقَالُوا: نَبْنِي لَكَ صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ: لَا، أَعِيدُوهَا مِنْ طِينٍ كَمَا كَانَتْ، فَفَعَلُوا }[5]

رأى وجه المومسات استجابة لدعوة أمه، لكي نعلم جميعاً أن دعوة الأم والأب فريضة، وتلبية نداءهما فريضة، والصلاة نافلة، إذاً لا بد أن أترك النافلة وأجيب دعوتهما.

فدعاء الرسول صلى الله عليه وسلَّم وطاعته واجبة على المؤمنين في كل أمر أمر به نبينا صلى الله عليه وسلَّم، ولذلك ضرب الصحابة الكرام المثل الأعلى في هذا الأمر، ففي غزوة أُحد استشهد أحد الصحابة وهو سيدنا حنظلة فقال صلى الله عليه وسلَّم:

{ إِنَّ صَاحِبَكُمْ تُغَسِّلُهُ الْمَلائِكَةُ، فَسَلُوا صَاحِبَتَهُ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ خَرَجَ لَمَّا سَمِعَ الْهَائِعَةَ وَهُوَ جُنُبٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِذَلِكَ غَسَّلَتْهُ الْمَلائِكَةُ }[6]

كانت ليلة زفافه، وبعد أن دخل على زوجته سمع المنادي ينادي لتلبية دعوة رسول الله للجهاد، فذهب ولم يغتسل خوفاً من أن يتباطئ في الاستجابة لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فاستشهد فرأى النبي الملائكة تُغسله بين السماء والأرض، لأنه استجاب فوراً لدعوة الله طاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم.

إذاً ينبغي على المؤمن أن يطيع النبي صلى الله عليه وسلَّم في العمل بشريعته، وفي اتباع هديه وسنته في كل أمر من أمور حياته، ولا يفكر بعقله ويقول كما يقول بعض الناس في زماننا: هذا الأمر لا يليق بعصرنا كان يليق بعصر النبي، لكن في عصرنا تغير العصر ولا يليق بنا، وهذا كلام لا يجوز، فما رآه النبي حقاً فهو الحق وإن تغير الزمان واختلف المكان، فلا نحكم عقولنا بل نعمل فيه بأمر ربنا: " مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ الله " (80النساء).

وقال الله عز وجل لنا ذلك لنبلغ المنزلة التي يقول فيها الله: " وَمَنْ يُطِعِ الله وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا " (69النساء) نسأل الله أن يُلحقنا بهم أجمعين.

نصرة النبي

المذيع: كيف ننصر النبي صلى الله عليه وسلَّم؟

نصرة النبي صلى الله عليه وسلَّم في زمانه كانت مشاركته في الغزوات التي يغزوها في الدفاع عن الإسلام، ونصرة النبي في زماننا في الدفاع عن سُنته أمام المشككين والمرجفين الذين يشككون في سنة النبي، فقد ظهرت في زماننا فئة بيننا، يقولون: لا نعمل إلا بالقرآن، ما وجدناه في القرآن عملنا به وليس لنا شأن بالسُنة، مع أن القرآن والسنة شيء واحد، فالقرآن الأصل والسُنة هي المذكرة التفصيلية التي تفصل هذا الأصل.

فالله عز وجل أمرنا بإقامة الصلاة: " وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ " (43البقرة) كم فريضة نصليها؟ لم يذكر القرآن، كم ركعةُ نصليها في كل فريضة؟ لم يذكر القرآن، من الذي قال أن الفرائض هي الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء؟ النبي، من الذي قال: هذه ركعتين وهذه أربعة وهذه ثلاثة؟ حضرة النبي.

أمر الله بالزكاة، ولكن كم نصاب الزكاة في المال وفي الزروع وفي الثمار وفي الحيوان وغيرها؟ من الذي فصَّل ذلك؟ النبي صلى الله عليه وسلَّم، إذاً لا نفرق بين السُنة والقرآن، لأن السنة كما قال الله: " لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ " (44النحل) أنزل الله القرآن، والذي يبين القرآن النبي بفعله وبقوله، فندافع عن السُنة أمام هؤلاء الغوغاء ولا ندعهم يصلون بهذا الكلام إلى نشأنا وأولادنا وبناتنا حتى ننشئهم التنشئة الإسلامية الصحيحة.

وكذلك هناك من يعترض على بعض ما ورد عن النبي من عادات، ويقولون: إنها لا تلائم الحضارة والمدنية التي في عصرنا، وكذبوا، فكل ما كان يفعله النبي ملائم لعصرنا، وملائم لما بعد عصرنا، وملائم لكل ما سيتحدث من المخترعات العلمية والمكتشفات العلمية لأنه النبي الخاتم صلى الله عليه وسلَّم.

وننصره صلى الله عليه وسلَّم بأن نعمل بسنته في أنفسنا، وأن نُعلمها لزوجاتنا وأولادنا وبناتنا وننشئهم التنشئة الإسلامية الصحيحة، ونُعلمها لكل من نجالسه إن كان جاراً أو صديقاً أو قريبباً أو حبيباً، فهذه نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم في هذا الزمان إن شاء الله.

تعظيمه وتوقيره

المذيع: ما كيفية تعظيمه وتوقيره صلى الله عليه وسلَّم.

يجب علينا ونحن نعظم الأكابر من بيننا، وورثنا ذلك عن الدولة العثمانية، فلا ننادي كبيراً إلا بلقب باشا أو بك، وغير ذلك، فلماذا يريدون أن ينطقوا اسم النبي مجرداً من التعظيم؟! قال الله تعالى: " لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً " (63النور) فنحن ننادي على بعض يا إبراهيم يا محمد يا علي هكذا، لكن دعاء الرسول لا بد أن نقول فيه: النبي محمد رسول الله كما عظمه الله، فإن الله لم يذكره باسمه في القرآن إلا مرة واحدة، وأعقبها بالرسالة: " مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ " (29الفتح)

وعندما كان يناديه كان يقول: (يا أيها النبي) (يا أيها الرسول) (يا أيها المدثر) (يا أيها المزمل) كلها نداءات فيها تعظيم لحضرة النبي صلى الله عليه وسلَّم، فيجب أن نعظمه بأن نذكر نبوته قبله أو بعده، وأن نذكر أيضاً لفظ السيادة لأنه قال صلى الله عليه وسلَّم:

{ أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ }[7]

ولا فخر لأنه جُبر أن يقول ذلك من عند الله، ولم يقُل ذلك من عند نفسه، فهو لا يفتخر بنفسه لأن الله عز وجل أغناه عن ذلك.

فيجب أن نعظمه صلى الله عليه وسلَّم عندما نناديه، وعندما نذكر اسمه، وعندما نسمع اسمه نصلي عليه، فقد قال صلى الله عليه وسلَّم:

{ الْبَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ ثُمَّ لَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ }[8]

لو سمعت اسم النبي من خطيب أو من واعظ أو من عالم أو من رجل عادي، ما عليَّ إلا أن أقول بعدها: صلى الله عليه وسلَّم، فآخذ الثواب وآخذ الأجر الوفير.

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم

*************************

 القناة السابعة – التلفزيون المصري - برنامج قصة سورة 18 من ربيع الأول 1444هـ 14/10/2022م 1

[1] البخاري ومسلم عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه

[2] سنن البيهقي عن جابر رضي الله عنه

[3] صحيح البخاري والأنوار في الشمائل للبغوي

[4] صحيح البخاري وسنن أبي داود عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

[5] البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه

[6] صحيح ابن حبان والحاكم في المستدرك عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه

[7] سنن ابن ماجة والترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه

[8] مسند أحمد والطبراني

اعلان في الاسفل

All rights reserved to Sheikh Fawzi Mohammed Abu Zeid


Up