Visits number:20
Downloads number:Not found

خاتمة
حقائق القلب
بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ - الحمد لله بدءاً وختماً، والصلاة والسلام على ختام المرسلين وإمام الأولين وسابق الآخرين، سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
القلب بين أصبعين من أصابع الرحمن، إن شاء أقامه وإن شاء أزاغه، فإن أزاغه كان بيتاً للشيطان ومحلاً للخسران وموضع نظر المطرود من رحمة الله ومعدن وسواسه وحضرة أمانيه ومهبط شياطينه وخزانة غروره: " هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ " (221-222الشعراء).
وإن أقامه فذلك قلب المؤمن التقي الورع الذي قيل فيه في الأثر الوارد عن الله: (ما وسعتني سماواتي ولا أرضي، ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن).
وقد تحقق بذلك الإمام أبو يزيد البسطامي حيث قال: (لو أن العرش وما حواه مائة ألف ألف مرة في زاوية من زوايا قلب العارف لما أحس به).
وقال ابن عربي في كتابه (مشاهد الأسرار القدسية) عن الحق عز وجل: (ثم قال لي: اعلم أن قلب العارف يمر عليه في كل يوم سبعون ألف سر من أسرار جلالي لا يعودون إليه أبداً، لو انكشف سر منها لمن هو في غير ذلك المقام أحرقه).
فقلب العبد الحقيقي بيت الله وموضع نظره، ومعدن علومه، وحضرة أسراره، ومهبط ملائكته، وخزانة أنواره، وكعبته المقصودة، وعرفاته المشهودة، وهو رئيس الجسم ومليكه مع السلامة من الآفات وزوال الموانع، بصلاحه صلاح الجسد وبفساده فساده، ليس لعضو ولا جارحة حركة ولا ظهور ولا كمون ولا حكم ولا تأثير إلا عن أمره.
وهو محل القبض والبسط، والرجاء والخوف، والشكر والصبر، وهو محل الإيمان والتوحيد، ومحل التنزيه والتجريد، وهو ذو الجلال والجمال والأنس والهيبة والتداني والترقي والتدلي والتلقي والوصل والفصل والغيرة والحيرة.
كما أنه صاحب الجهل والغفلة والظن والشك والكِبْر والكفر والنفاق والرياء والعُجب والحسد ومحل الأوصاف المذمومة كلها، إذا لم ينظر الله إليه ولا أدناه منه حرمه التوفيق والهداية وخيَّبته في الأزل العناية.
القلب هو رسول الله الحق إلى الجسم فإما صادق وإما دجال، إما مضل وإما هاد، فإن كان كريماً أُكرم، وإن كان لئيماً أسلم، فإن كان رسول خير وإمام هدى حرَّك أجناده بالطاعة، وتوجهت سفراؤه إلى أمرائه من عالم الغيب وعالم الشهادة لكل أمير بما يليق به من التكليف الذي تقتضيه حقيقته.
فالقلب له أمراؤه في عالم الملكوت يسمون أرواحاً، وله أمراء في عالم المُلك ونسميهم الحواس كحاسة السمع وحاسة البصر وحاسة الشم وحاسة الذوق وحاسة اللمس، فإذا نفذ الأمر الإلهي إلى أحد هؤلاء الأمراء من القلب بادر إلى امتثال ما ورد عليه على حسب حقيقته.
وهؤلاء السفراء هم الخواطر التي تتوجه من القلب إلى هذه الأعضاء، فكل كرامة للأعضاء هي راجعة إلى القلب وعائدة عليه، ولولاه لم يكن من ذلك شيء لتلك الأعضاء، فإن كل عمل صدر من الأعضاء الظاهرة أو الباطنة إن لم يصحبه الإخلاص الذي هو عمل القلب كان ذلك العمل هباءًا منثوراً، لا يصح له نتيجة أصلاً ولا يورث سعادة أبدية لقول الله تعالى: " وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ " (5البينة) وقول الرسول صلى الله عليه وسلَّم:
{ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، مَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ }[1]
فتبين بهذا أن الأعمال الظاهرة والباطنة كلها يزكيها عمل القلب أو يجرحها، فليس للأعضاء إذاً حركة ولا سكون في طاعة شرعية ولا معصية إلا عن أمر القلب وإرادته.
فإن الخاطر أول ما ينبعث ينبعث في القلب فإذا تحقق به المرء وعزم على تنفيذه نظر القلب إلى الجارحة المختصة بعمل ذلك الخاطر الذي قام به فيحركها بعمل ذلك الخاطر، إما طاعة وإما معصية وعليها يقع الثواب والعقاب.
ومع ذلك الذي يقوم به القلب مع أعضائه، فللقلب كرامات ومنازل يختص بها في نفسه، ليس لأحد من أعضائه إليها سبيلاً، فمن ذلك معرفته بالكون قبل أن يكون، وهذا هو العلم الخفي الذي هو فوق علم السر، وفوقه سر السر، وفوقه علم أخفى، وفوق الأخفى أخفى إلى أخفى الأخفى الذي استأثر الله به دون خلقه.
فأرباب القلوب بهذه العلوم يعلمون ما في السرائر بإعلام الله لهم، وما انطوت عليه النفوس والضمائر، وهذه كرامة خاصة للقلب التقي النقي، وليس للأعضاء سبيل إليها ولا دخل فيها.
الحُجب التي بين العبد وربه
الحُجُب جمع حجاب، والحجاب في اللغة هو الستر: " وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الاعْرَافِ رِجَالٌ " (46الأعراف) وقال تعالى: " جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالاخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا " (45الإسراء) وقال تعالى أيضاً: " وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ " (51الشورى).
فالحجاب الذي يحتجب به الإنسان عن قرب الله إما نوراني وهو للروح، وهو يعني ظهور الُّلطف والجمال وجميع الصفات الحميدة تتوالى عليه من الله تبارك وتعالى.
وإما حجاب ظلماني مثل القهر والجلال وجميع الصفات الذميمة لأخلاق وشهوات النفس، ومعلوم أن الحُجُب التي بين الله وبين العبد إنما المحجوب بها هو العبد، لأن الله تبارك وتعالى لا يحجبه شيء، وهو سبحانه مُطَّلع على خلقه في كل لحظة وحين سر قوله سحانه: " وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ " (16ق).
يبين لنا هذه الحجب رسولنا الرؤوف الرحيم صلى الله عليه وسلَّم فيقول:
{ إِنَّ اللَّهَ عز وجل دُونَ سَبْعِينَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنْ نُورٍ وَظُلْمَةٍ، وَمَا يَسْمَعُ مِنْ نَفْسٍ شَيْئًا مِنْ حِسِّ تِلْكَ الْحُجُبِ إِلا زَهَقَتْ }[2]
ويقول:
{ حِجَابُهُ النُّورُ لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ }[3]
وأعظم الحجب حجابان، حجاب معنوي وهو الجهل، وحجاب حسي وهو أنت أيها الإنسان على نفسك، والحُجُب التي بينك وبين الله عز وجل كلها نستطيع أن نجمعها في شيء واحد هو وقوفك مع مقام أو منزلة أو شيء من الأشياء أقامك فيه الله عن الله سبحانه وتعالى، أي تلتفت إلى هذا المقام وتفرح به وتُسر بوقوفك فيه، وتظن أنك قد بلغت المنزلة العظمى بالقرب من الله، وهذا هو عين الحجاب، وهكذا نجد الحُجُب في كل المقامات التي يترقى فيها الإنسان.
فالقلب حجابه الذنوب لقوله صلى الله عليه وسلَّم عندما نزل قوله تعالى: " كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ " (14-15المطففين):
{ إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ، صُقِلَ قَلْبُهُ، فَإِنْ زَادَ زَادَتْ، فَذَلِكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: ((كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)) }[4]
وحجاب العقل وقوفه مع المعاني التي يدركها العقل فقط، والعقل ليس له اطلاع على الغيوب فلا يستطيع أن يدركها ولا يستطيع أن يعقلها، وكل من يغتر بالشهوات واللذات يبتعد عن معرفة النفس، وكل من يبتعد عن معرفة النفس يبتعد عن معرفة الله تبارك وتعالى لقول القائل: (من عرف نفسه فقد عرف ربه).
وكل من راقب غير الحق وابتعد عن الحق فلا جرم أن يُحرم من الوصول إلى قرب القلب من الحق تبارك وتعالى، وحجاب السر الوقوف مع الأسرار التي تظهر لصاحبه، وحجاب الروح وقوفها عند تجليات المكاشفات الإلهية والظهور على الحقائق الغيبية، وحجاب الخَفَى العظمة والكبرياء.
وهكذا حجاب العلم الوقوف عند العلم ونسيان طلب المعلوم، وحجاب الحب الانشغال به عن المحبوب، وحجاب الخلوة الاشتغال بالخلوة عن الغاية منها وهي تصفية القلب والنفس للقرب من الله سبحانه وتعالى.
فكل منزلة أو مقام يقف الإنسان عنده ولا يطلب ما فوقه ويظن أنه وصل إلى غاية ما يريد وإلى منتهى ما وصل إليه العبيد، فهذا هو الحجاب، يقول الإمام أبو العزائم رضي الله عنه:
من لفتة حِجبة والحجب نار لظى | من فوق نار الغضى سيري لمنان |
والغضى يعني الشوك، أي كلما التفت الإنسان إلى مقام وقف فيه عن الله عز وجل وعن الفرار إلى حضرته حُجب، ويقول في ذلك الإمام الجُنيد رضي الله عنه وأرضاه: (لو اقترب العبد من ربه ألف سَنَة ثم التفت عنه سِنَة، كان ما فاته في هذه السِنَة أكثر مما حصَّله في الألف سَنَة).
الحُجُب عند الصوفية
الحُجُب عند الصوفية عبارة عن انطباع الصور الكونية في القلب لأنها مانعة من قبول التجلي الإلهي.
وقيل: الحجاب الذي يحجب الإنسان عن قرب الله تعالى وهو إما ظلماني وإما نوراني، يقول ابن عبَّاد النفري في شرحه لحِكَم ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنهما: (ربما وقفت القلوب مع الأنوار كما حُجبت النفوس بكثائف الأغيار).
القلوب النورانية تُحجب بوقوفها مع لطائف الأغيار النورانية من العلوم الإلهية والمعارف القدسية وغير ذلك.
والنفوس الظلمانية تُحجب بمحبتها لكثائف الأغيار الظلمانية من العادات والشهودات، فالقلوب محجوبة بالأنوار كما أن النفوس محجوبة بالظلمات، والحق سبحانه وتعالى وراء ذلك كله.
ولزيادة الإيضاح نقول: الحجب منها حسية مثل الغشاوة التي تقع على القلب، والعمى الذي يصيب عين البصيرة، والصمم الذي يقع في آذان القلوب، والقُفل الذي يقفل القلوب عن مشاهدة الغيوب، والكِنّ التي أشار إليها الله سبحانه وتعالى للكافرين وغيرها، وأعظم هذه الحجب الحسية هو أنت أيها الإنسان.
والحُجُب المعنوية بالنسبة للنفس مثل الحسد والغيرة والجهل والحقد والكره وغيرها، وأعظم الحجب المعنوية الجهل، وأعظم الحُجُب عن رؤية مقام العبودية المثمرة لمعرفة الربوبية وحصول الحظوة بالقرب من الحضرة الإلهية هو إعجاب المرء بنفسه.
فإن المرء متى أُعجب بعمله أو بحاله أو بعرفانه فقد أحبط عمله وأسقط منزلته، ومتى كان القلب متوجهاً إلى الجسد بالتنعمات والملذات الدنيوية والشهوات النفسانية كان محجوباً بسبعين حجاب، أو بسبعين ألف حجاب لأنه حينئذ يتصف بالغضب المذموم وبالحقد والحسد والِكبْر والتعاظم والعجب والغرور وسوء الخُلُق وغير ذلك من الأوصاف المذمومة.
رُوي أن امرأة العزيز قالت ليوسف الصديق: (يا يوسف إن الحرص والشهوة صيَّرا الملوك عبيداً، وإن الصبر والتقوى صيَّرا العبيد ملوكاً، فقال لها عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام كما أخبر الله: (إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ).
أما سُبُحات الوجه اللاتي أشار إليها نبينا صلى الله عليه وسلَّم في الحديث:
{ حِجَابُهُ النُّورُ لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ }[5]
سُبُحات الوجه
سُبُحات الوجه وجه الشيء أي ذاته، فهي أنوار ذاتية بيننا وبينها حُجُب الأسماء الإلهية، ولهذا قال تعالى: " كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ " (88القصص).
وهذه السُبُحات الإلهية من منن الله وفضله تبارك وتعالى إلينا، فإذا أحسنَّا لأنفسنا وأقبلنا على حضرة الله ذاكرين حاضرين فإنه يتقرب إلينا بهذه السُبُحات فيزيل ما بقي من الأغيار والحُجُب التي تحجبنا عن حضرته تبارك وتعالى.
ولذلك قال بعض الصالحين: السُبُحات جمع سُبحة، والسبُحة ما يتطوع به المرء من ذكر وصلاة وتسبيح كسُبحة الضحى، فأنوار الطاعات هي سُبُحات وجهه جل جلاله، فما دمت تشهد أنك تذكر ربك فوجه ربك متجلي عليك في حجابه بسُبحة ذكرك، ولا تزال تذكره ويذكرك لقوله: " فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ " (152البقرة).
وذكره لك يبعدك عن شهود نفسك ونسبتك إلى العدم، ويقربك من شهود توحيد ربك ونسبتك إلى القِدَم حتى ينكشف حجاب ذكرك له وتتجلى سُبحة ذكره لك فترقّ نسبة الأفعال والأذكار لك، وتُظهر نسبته له جل جلاله فيكون هو الذاكر والمذكور، وتدخل في قوله في الحديث القدسي:
{ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا }[6]
قال الإمام أبو العزائم ملمعاً إلى هذه المقامات في قصائده:
تحققت أن العلم والكشف سيان | وسابقة الحسنى عواطف حنان |
وعلمي غيرٌ بل وكشفي حجبةٌ | فنائي عن الأغيار سر تداني |
وما العلم إلا حرفة أو عناية | من الله للفرد القريب الفاني |
وما الكشف إلا صنعة الروح شاغل | ونور اليقين الحق حصن أماني |
وشغلي بعلمي أو بكشفي حجبة | غواشٍ[7] تظلل سالكاً روحاني |
فراري من الأغيار لله وحده | قبول وإقبال من الرحمن |
ويقول أيضاً رضي الله عنه وأرضاه:
أفردن بالقصد مولاك العلي | تشهدن غيباً مصوناً أوليِّ |
في المظاهر فاشهدن آياً تُرى | غيبه قد لاح يُجلى للولي |
لا تقف عند العلوم وسرها | واطلب المعلوم منه به أُخَيّ |
لا تقف عند المحبة إنها | حجبة العشاق عن غيبٍ بهي |
واعبد المعروف جل جلاله | إن مُنحت العلم والكشف الجلي |
فر من أكوانٍ وأزمانٍ إلى | حُظوة الإطلاق تدعوك إليَّ |
وافنى عن تلك المظاهر وارتقي | بالصفا القدسي والغيب العلي |
قف على ترب العبودة خاضعاً | يطمئن القلب بالكشف الجليّ |
ما صيامي؟ ما صلاتي؟ ما أنا؟ | كل ذا حجب ومولانا عليّ |
أفردنه في الصلاة وقم له | في الصيام يجاهد الداء الدوي |
واخلعن حظاً به شغلٌ بما | يحجب الأرواح عن حب القوي |
واعشق الله تعالى نزِّهن | ذاته عن كل كيف كل شيء |
ذاته قد نُزِّهت في كنهها | خلِّ أسماءًا وكن عبداً رضي |
واسألن منه العبودة فوِّضن | كل أمرٍ للمجيب وللولي |