Advanced search

دروس Related

  • صلاة التراويح أهميتها وفوائدها

    More
  • المفطرات المعنوية-الغيبة والنميمة

    More
  • المفطرات المعنوية الرفث و الفسوق

    More
View all

New الدروس

  • صلاة التراويح أهميتها وفوائدها

    More
  • المفطرات المعنوية الرفث و الفسوق

    More
  • المفطرات المعنوية-الغيبة والنميمة

    More
اعرض الكل

Most visited

  • آداب العزاء للسيدات

    More
  • أحداث آخر الزمان والقضاء علي اليهود

    More
  • رسالة التمام (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)ـ

    More
View all

رفع الحرج عن الأمة المحمدية

Visits number:408 Downloads number:4
Download video Watch Download audio Listen
رفع الحرج عن الأمة المحمدية
Print Friendly, PDF & Email
+A -A



قرأ القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم ..

 الله يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ الله سَمِيعٌ بَصِيرٌ (75) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى الله تُرْجَعُ الامُورُ (76) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) وَجَاهِدُوا فِي الله حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِالله هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (78)( الحج

بسم الله الرحمن الرؤحيم ..

الحمد لله الذى إصطفانا للجلوس فى بيته ، وجعلنا أهلا ًلكرم ضيافته ، وهو القائل : ( طوبى لمن تطهر فى بيته ، ثم زارنى فى بيتى ، وعلى المزور، يكرم زائره ) .

والصلاة والسلام على سيدنا محمد إمام الهداة ، وسيد من إصطفاهم الله من أنبياء الله ورسل الله .. صلى الله عليه وعلى آله ، وصحبه وكل من تبعهم بإحسان ٍ إلى يوم الدين وعلينا معهم أجمعين آمين آمين يارب العالمين .. إخوانى وأحبابى .. بارك الله عزّوجلّ فيكم أجمعين :

الآيات التى إستمعنا إليها الليلة ، تبين أمرا ً إلهيا ً جعله الله قاعدة ً ثابتة ً راسخة ً فى أحكامه وتشريعاته التى يتنزّل بها على رسله إلى خلقه ، فكل تشريعات الله وأحكامه التى نزلت على رسل الله السابقين ، والتى كملت وتمّت بمجيء سيد الأولين والآخرين ، فمنها عبادات : كالصلاة والصيام والزكاة والحج ..، ومنها معاملات ، إن كانت أحكان البيع والشراء وغيرها ، أو منها أخلاق ، أو منها عقيدة ..

فالقاعدة العامة لنا جميعا ً فى كل ذلك : ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ ( الحج : 78) ، اى لا مشقة فيه ولا تعنّت ولا تشدد ، فلمْ يشدد ربنا علينا فى أى حكم ٍ من أحكام الشرع ، ومن يشدد فإنما يشدد على نفسه ، لأن حكم الله لا تشديد فيه ، ولذلك كانت قاعدة النبوة فى كل الأحكام التشريعية ، أن من يريد التشدد ، فعليه أن يشدد على نفسه فحسب ، ولا يشدد على الناس .. فإذا أراد أن يطيل فى السجود والركوع ، ويطيل فى التلا وة أثناء الصلاة ، فلا مانع ، فمن صلى لنفسه فليطل كما يشاء ، ومن أمّ بالناس .. قال صلى الله عليه وسلم : ( فليخفف فإن فيهم السقيم والمريض وذو الحاجة  .

إذن من أراد أن يشدد فلا يشدد إلا ّ على نفسه .. أمّا بالنسبة للناس فعليه أن يخفف ، وهذه القاعدة كما أنها للأمّة ، فهى أيضا ً لسيّد الأمّة : ﴿ مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ الله لَهُ ﴾ (الأحزاب : 38) ، وأنتبهوا معى للآية ، فهناك فارق ٌ بين فرض الله عليه ، وبين فرض الله له ، وذلك لأن كثيرا ً من إخواننا العلماء يقع فى مثل هذا الخلط .. لأن النبى خصّه الله بفرائض أخرى زائدة عن الفرائض التى إختّص بها الأمة ..

فمثلا ً الصلوات المفروضات على الأمة خمس فرائض ، أما الصلوات المفروضة على حضرة النبى ستة فرائض ، فالسادسة منهم هى قيام الليل وكان قبل ذلك سنة لحضرة النبي : " نافلة ً لك " ، أى سنة لك ، ثمّ جاءت بعد ذلك با لأمر فرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كذلك الصيام على المسلم أن يؤخر فيه السحور ، ويعجّل بالفطر وهى السّنة التى رسمها لنا رسول الله ، حتى الذى يريد منا أن يأخذ بالعزائم ، ويريد أن يؤجل الفطور إلى بعد صلاة المغرب ، فلا يجوز ذلك ، إلا ّ إذا كان بمفرده ..

أمّا لو كان عنده ضيوف فما عليه أن يفطر أولا ً مع ضيوفه ، ثم يصلىّ بعد ذلك معهم ، وكذلك إذا كان عنده أطفال صائمين فى يوم ٍ شديد الحرّ .. هل يأمرهم أن ينتظروه حتى يصلىّ ، أو يأمرهم بالصلاة معه قبل الإفطار ؟ .. لا يجب ذلك أبدا ً ، بل يأكل معهم أولا ً ثم يصلىّ ، وذلك لأن السنة تعجيل الفطر وتأخير السحور .. أمّا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكالن يصوم حتى يقولوا لا يفطر ، فكان أحيا نا ً يمكث أياما ً أو أسبوع بلا سحور وبلا فطور ، وهو مايسمى بصيام الوصال ، وعندما أراد أصحابه متابعته فى هذه الخصوصيات ، قال لهم : .. لا .. وكان صلى الله عليه وسلم يأخذ نفسه با لأشدّ ، ويأمر غيره باليسير ، فلم يعجب ذلك أصحابه ، فذهبوا يسألون أزواج النبى ّعن عبادة رسول الله ، وعندما علم رسول الله بذلك إستاء من هذا التشدد والتعنّت من الثلاثة الذين سألوا زوجاته ، وذلك لأن واحدا ً منهم قال أنا سأقوم الليل أبدا ً ، وقال الثانى أنا سأصوم الدهر أبدا ً ، وقال الثالث لن أتزوج ..

وعندما واجههم حضرته بذلك لم يرُدّوا .. فقال لهم : ( أما أنّى أخشاكم لله وأتقاكم له ، ولكنى أصوم وأفطر ، وأصلىّ وأرقد ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتى فليس منّى ) .

وهذا هو المنهج الوسطى الذى إختاره لنا الله :

 ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ﴾   ( البقرة : 143) ، ذلك فى كل شيءٍ : فى الملبس وفى الطعام ، وفى المسكن ، وفى العبادات ، وفى المعاملات .. وهكذا كان رسول الله ، وعندما سأله أصحابه كيف نسير ؟ 

قال عليكم بالنمط الأوسط .. فلا تكن متشددا ً ولا متسيّبا ً ولكن عليك بالوسطيّة التى جاء بها المصطفى خير البريّة ..

وهنا قد يسأل سائل ٌ لماذا فرض الله على رسوله هذه الفرائض ؟

قال فى ذلك صلى الله عليه وسلم : ( إنّى لست كهيأتكم ، إنّى أبيت عند ربى فيُطعِمُنى ويسقينى ) .

أمّا نحن ، فهل الجوعان نقول له إقرأ جزء قرآن لتشبع ؟ .. لا .. هل إن قرأ القرآن كله يشبع ؟

أما رسول الله فقد أعانه وقوّاه ، وأيضا ًلأن هيئته ليست كهيئتنا ، ولكنه على هيئة أهل الجنّة التى سنكون عليها غن شاء الله عندما ندخل الجنّة : ﴿وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ ﴾ ( الواقعة : 61) ، إسمها النشأة الثانية ، وسيكون كل واحد فينا كطول آدم عليه السلام ثمانية وستون ذراعا ً ، وليس عنده جهاز إخراج ، وليس هناك حرّ ولا برد ، لأن الجنّة : ﴿ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا ﴾ ( الإنسان ك 13) ، وسنكون هناك أيضا ً مردٌ بلا لحية ، وقوة أهل الجنة لا يستطيع حصرها ، ولا تقديرها ، إلا ّ القادر عزّ وجلّ ، لأن قوة الواحد منهم حسب قوة طاعته  ، وقوة عبادته لمن يقول للشيء كن فيكون ، وعندما عرف المؤمنون أنه لا فضلات للمؤمن فى الجنّة ولا نخامة ، وكذلك السيدات لا حيض لهنّ فى الجنّة ، فسألوا رسول الله عن كيفية الإخراج فى الجنّة ، فقال لهم : تخرج فضلات المؤمن كرشحات عرق رائحتها كرائحة المسك ، وذلك لأن فاكهة وطعام الجنّة بلا فضلات ...

وهكذا كان حال رسول الله وهو فى الدنيا ، فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا نام إشتدّ عرقه وكان ينام نهارا ً وقت القيلولة ويقول : ( قيّلوا فإن الشياطين لا تنام ) ، ويقول أيضا ً : ( إستعينوا بقائلة النهار على قيام الليل؟  ...وعندما كان نائما ً فى يوم ٍ عند السيدة أم سليم أم سيدنا أنس بن مالك ، والتى كانت من الصالحات القانتات .. لأنه عندما جاء زوجها ليخطبها بعد أن أسلمت ، فقالت له : أريد منك شيئا ً واحدا ً ، وهو أن تقول لا إله إلا ّ الله محمد رسول الله ، وهى كل مهرى .. فقالها الرجل وأسلم ...        وهى التى وهبت إبنها لسيدنا رسول الله ....

 وعندما إستيقظ رسول الله صلى الله عليه من قيلوليته وجد فى يدها منديلا ً تجفف به عرقه ، فقال لها : ماهذا يا أمّ سليم ؟

فقالت : جاء نسوة من الأنصار بهذه المناديل لأمسح بها عرقك ، فقال : يا أمّ سليم سليهنّ ماذا يفعلن به ؟

فذهبت ، ثمّ عادت وقالت : يارسول الله يقلن نطيّب به طيبنا ، وهو أطيب الطيب .. لأن رائحة عرقه صلى الله عليه وسلم أطيب من رائحة المسك ، وهى صفة أهل الجنّة .

وكان إذا صافح رجلا ً ً تظلّ رائحة المسك تفوح من يد هذا الرجل لمدة ثلاثة أيام ، وهذا المسك يا إخوانى موجود وسيظلّ ، لكنّه لا يشمّه إلا ّأهل القلوب وأهل المعانى فيعلموا بذلك أن رسول الله أن رسول الله جضر ومازال هذا العطر موجوداً ، فأين يباع .. ومتى يباع ؟

يباع بعد إمتلاك النفوس .. وبيعها لحضرة للمليك القدوس ، وقد كان صلى الله عليه وسلم على هيئة نورانية إلهية ، ولذلك عندما أُمِرَ بالقيام كان يقضى الليل كله على قدم ٍ واحدة ٍ ولا يستطيع أحد ٌ من البشر فعل ذلك  وظلّ على هذه الحال إلى أن قال الله عزّ وجلّ له : لماذا تتعب نفسك ؟ .. طأها ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى :

طه ، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى  ( طه : 1 ،2) ، وطأها يعنى أنزلها .

 إذن فالحكم التشريعى فى كل الأحوال : ﴿ لا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا ﴾ ( البقرة : 286) ، فلم يكلفنا بشيء ٍ فوق طاقتنا .. فكيف نطيعك وكيف نعبدك يا ربّ ؟ .

قال : ﴿ فَاتَّقُوا الله مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ ( التغابن : 16) ، كل واحد على حسب إستطاعته .. فهل إستطاعتى مثل إستطاعتك ؟ لا .. إذن لا تلزم أحدا ً بالعبادات والطاعات والنوافل التى تستطيع الإلتزام بها ، وإذا ألزمته بالفريضة ، يجب أن تكون هذه الفريضة على المنهج الوسطى .. فإذا اردت مثلا ً قيام الليل ، فهل تلزم زوجتك القيام معك ؟ .. لا يجب ذلك  خاصة وأنها متعبةٌ طول النهار فى قضاء مصالحك ومصالح أولاادك ، ويكفيها الفرائض التى إلتزمت بها وتدخل فى قول حضرة النبى : ( من بات كا لا ً من عمله ـ أى متعبا ً من عمله ـ بات مغفورا ً له ) .. فماذا تريد منها بعد ذلك ، لأنها إن أقامت الليل فلن تستطيع القيام بأعباء الأسرة .. وإذا أردت صيام يوم الإثنين والخميس فصم ، امّا زوجتك فلا تجبرها على ذلك ، وعليك أن تحببها فقط ، كذلك إبنك لا تكرهه على النوافل والقربات ، وكل ماعليك أن تلزمه بفرائض الله ، ثم بعد ذلك تحببه .. كذلك رفيقك أو صديقك ، لأن أى طاعة من الطاعات النفلية ليست إلزاميّة: فإن فعلتها فلى ثوابها وأجرها ، وإن لم أفعلها فليس علىّ وزر 

وهذا هو حكم الإسلام فى مثل هذه الأمور ، لكن الآية فيها معانى أخرى :

﴿ مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ الله لَهُ ﴾ (الأحزاب : 38)  فهل فرض الله شيئا ً آخر لحضرة النبى ؟ .. نعم ، وهذا الفرض علينا نحن وبلا مشقة أو تعب ، فقد فرض علينا أن نطيعه :

 ﴿ وَأَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾ ( التغابن : 13) ، ومن يفعل ذلك :

 ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ الله ﴾ ( النساء : 80)  وذلك لأن حضرة النبى لا يأمرنا إلا ّ بما يحبه الله ويرضاه ، والقاعدة التى تقول :

{ لا طاعة لمخلوق ٍ فى معصية الخالق } وهذه خارج دائرة رسول الله ، وهى تخصنا نحن فقط ، لأن رسول الله لم يأمرنا بشيءٍ غير طاعة الله ، وغير رضا الله جلّ فى علاه ،

إذن فهناك فرض علينا بطاعة رسول الله ، وكذلك فرضٌ علينا لرسول الله : أن نبجّله ، ونعظمّه ، ونوّقره لأنه إمامنا وشفيعنا وسندُنا وملاذُنا ، وملجأنا فى الدنيا والآخرة عند الله عزّ وجلّ :

 ﴿  لِتُؤْمِنُوا بِالله وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ ﴾ ( الفتح : 9) .. والتوقير هنا يعنى التعظيم والتبجيل والتكريم ، إذ لا بد من تبجيل الحضرة المجمديّة ، فلا أذكره إلا ّ وأصلىّ عليه ، ولا أذكره على أى موضع إلا ّ إذا كان هذا الموضع فيه تبجيل لرسول الله ، فلا يصّح ما يفعله بعض المتسولين الذين يتسولون باسم النبى ، كأن يقول : [والنبى إعطينى كذا ] أو [ باسم النبى كذلك ] .. كل ماهنالك أن يقول : إعطنى كذا وحسب ..

كذلك لا يجب أن نستخدم الصلاة على النبى فى كلامنا وجدالنا مع بعضنا ، كأن يريد الواحد منّا من أخيه أن يسكت أثناء الكلام ، فيقول له : صلى ّ على النبى ، وهذا لا يجوز ، لأنه بذلك لا يقصد الصلاة على حضرة النبى ، ولكنه يقصد إسكات أخيه .. وهذا يتنافى مع توقير حضرة النبى .

هذه مواضع يجب أن ننتبه إليها ، لأن الله أمرنا أن نوقرّ رسول الله .. كذلك لا يصّح أن ننادبه بإسمه المجرّد ، فله أكثر من ألف إسم ، ولم يناديه الله أبدا ً بإسمه المجرّد ، بل كان كلما نادى عليه يقول :

يا أيّها النبى ..أو يا أيّها الرسول ..أو يا أيّها المدّثر أو يا أيّها المزّمل .. نداءٌ عظيمٌ ، وقد أكدّ علينا حضرة الله عزّ وجلّ ذلك فى القرآن وقال : ﴿ لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ﴾ ( النور : 63) فهل يجوز أن ننادى على حضرته بيا محمد كما تنادى أنت على أصحابك : بيا حسن .. أو بيا إبراهيم ؟ .. لا ، والواجب علينا هنا أن نقول : { يانبى الله ، أو يارسول الله ، أو ياحبيب الله } وإذا ذكرنا إسمه نقدّم له السيادة ، لأن الله جعله سيدا ً فى الدنيا والآخرة .

 وكان الشيخ صالح الجعفرى رحمة الله عليه يجلس فى مجلس الشيخ محمود خطاب السبكى ، مؤسس الجمعية الشرعيّة ، وكان من الصالحين على الطريقة الخلوتيّة ، وله كتاب أوراد إسمه [ العهد الوثيق لمن أراد سلوك الطريق ] .. فى هذا المجلس ، قال الشيخ صالح الجعفرى سيدنا محمد .. فهاج عليه المتشددين وقالوا : لا تقل سيدنا ، وأنكروا عليه ذلك ، فما كان من الشيخ الجعفرى إلا ّ انه قال : إمنعهم عنّى يا محمود ، فهاجوا عليه أكثر، وقالوا له لماذا لم تقل له يا شيخ محمود ؟

فقال الشيخ صالح الجعفرى : لقد غضبتم لأننى قلت  محمود ، ولم أقل يا شيخ محمود ، فلماذا غضبتم عندما قلت سيدنا محمد ، مع أنه قال : ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر ) .. ولا فخر هنا تعنى ولا فخر لى بالسيادة ، ولكنه الفخربالعبوديّة ، لأن الله عندما مدحه فى القرآن مدحه بالعبوديّة فقال :

﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ﴾ ( الإسراء :1) ، ﴿ الْحَمْدُ لله الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ﴾ ( الكهف : 1).

إذن لا بدّ وأنّ نعظمّ ونوقرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

 والفرض التالى علينا تجاهه هو أن نُحبّه ، ويكون حبنّا له أكثر من حبنا لأ نفسنا ، ومن أولادنا ، ومن نسائنا ، ومن أموالنا ، والحديث فى البخارى ومسلم واضحٌ وصريحٌ إذ قال :

( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ماله وولده ونفسه والناس أجمعين ) ، وهذا فرضٌ فرضه الله علينا لرسول الله ، وكذلك فرض علينا أن ننصره .. كيف ؟

بالمساعدة على نشر تعاليم دينه ، وعلى نشر أحكام شريعته وسنّته بما إستطعنا إلى ذلك سبيلا ، فقد قال صلى الله عليه وسلم ك ( بلغّوا عنّى و لو آية ) .. وكذلك فرض الله علينا تجاهه صلى الله عليه وسلم ن ان نصلىّ ونسلمّ عليه : 

 ﴿  إِنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ (الأحزاب : 56) ، ومابعدها :  ﴿ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ﴾ (الشورى : 24) ، وهى أن نودّ ذوى قرباه .. ومن فرََضَ ذلك ؟ .. حضرة الله ..

فهل يصّح أن يصلىّ أحدٌ على حضرة النبى ولا يضيف معه آل سيدنا محمد ؟ .. لا يصّح ، لأن الإمام الشافعىّ رضى الله عنه قال :

 يا آل بيت النبى حبكمُـــوا            فرضٌ من الله فى القرآن أنــــــــــــــزلـهُ

 يكفيكمُوا من الفخر أنكـــم ُ           من لم يصلىّ عليكم لا صلاة له 

ونكتفى بهذا القدر خوفا ً من الإطالة .

 وندعوا الله عزّ وجلّ أن يشرح صدورنا وييسرّ أمورنا ويعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ، وأن يجعلنا من أهل الفقه فى قرآنه ، وأن يجعلنا فى الدنيا نسعى فى رضاه .

 وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

قرية الشغب  ـ  المسجد الكبير  ـ  إسنا     السبت  14/11/2009 24 ذى القعدة 1430 هـ 

 
اعلان في الاسفل

All rights reserved to Sheikh Fawzi Mohammed Abu Zeid


Up