Visits number:358
Downloads number:15

لأن الله أمرنا فى قرآنه أن نتذكر هذا النبى ونتذكر الفضل الذى ساقه الله إلينا على يد هذا النبى، وقال الله لنا فى محكم الآيات القرآنية:
{ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ }، أىُّ نعمة يا ربِّ؟ هل هى نعمة الصحة، أم نعمة الطعام، أم نعمة الهواء، أم نعمة الضياء، أم نعمة الماء؟ بيَّن الله ووضح، ما هذه النعمة التى نتذكرها يا ربّ؟ { وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [103آل عمران].
النعمة التى ألفت بين القلوب، والتى أذهبت الضغائن والأحقاد من النفوس، والتى جعلت الإيمان يشرح الصدور ويملأ القلوب بالنور، والتى أذهبت الجفاء فى العلاقات.
والنعمة التى وطدت العلاقات فى جميع الجهات بين المؤمنين والمؤمنات حتى صار الأخ المؤمن الذى ليس قريب ولا نسيب ولا حسيب له فى القلب أكبر نصيب! أخوه المؤمن يفديه بنفسه، ويرتضى أن يعطيه نصف ماله ونصف بيته ونصف كل خير أعطاه له ربُّه عن طيب نفس! ما النعمة التى فعلت كل ذلك؟ هى نعمة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم .
ودعانا الله عزَّ وجلَّ لتَذَّكر هذه النعمة دوماً لأن مشاكلنا فى كل شئوننا شرقاً وغرباً فى مجتمعاتنا وفى بيوتنا وفى عائلاتنا وفى أسواقنا وفى تعاملاتنا لن تُحل إلا إذا تذكرنا هَدى نبينا الذى جاء به إلينا من ربنا لنسير على ضوئه فى حياتنا فتنتهى كل المشاكل من بيننا، ولذلك يقول الله عزَّ وجلَّ لنا:
{ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا } [54النور].
إذا أطعناه صلى الله عليه وسلَّم اهتدينا إلى المنهج القويم، والصراط المستقيم، فى كل أمر من أمور حياتنا، وإذا خالفناه يقول ربنا عزَّ وجلَّ:
{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ
أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [93النور]
إذاً عندما نتذكر رسول الله يوم ميلاده الشريف:
نتذكر القيم القرآنية التى جاء بها من عند الله.
ونتذكر الأخلاق القويمة التى كان عليها لنهتدى بها فى حياتنا.
ونتذكر الشرع الشريف الذى جاء به من عند ربنا ليُصلح الله عزَّ وجلَّ به كل شئوننا.
ونتذكر التعاليم الإلهية والعلوم الربانية والأسرار القرآنية التى جاء بها لنا من عند الله عزَّ وجلَّ.