Visits number:494
Downloads number:18

ونحن نحتفى برسول الله كما أمرنا الله، بتذكر النعم والعطايا والمنن والخصائص التى ساقها لنا الله على يد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسل، لا مانع فى هذا اليوم من الفرح لأن الله عزَّ وجلَّ أمرنا فى القرآن أن نفرح، بأى شئ نفرح يارب؟ قال عز شأنه موجهاً لنا: { قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } [58يونس].
فالفرح الأعظم - الذى وجهه لنا الله - أن نفرح بفضل الله وبرحمة الله، وبإكرام الله وبعطاءات الله، التى أرسلها إلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ، وهذا هو الفرح الدائم، لأن الفرح به يدوم فى الدنيا ويوم الدين، أما الفرح بالمال، أو الفرح بالمناصب، أو الفرح بالمكاسب، أو الفرح بالأولاد فلا يدوم إلا فترة محدودة مهما طالت. فهو إذاً لا يدوم!، لكن الفرح بفضل الله وبإكرامات الله وبعطاءات الله فرحٌ يدوم.
أبو لهب كان أشد حرباً على النبى من أبى جهل، لأن أبا جهل كان يؤلب قبائل قريش، لكن أبا لهب كان يمشى خلف النبى، وكلما ذهب إلى قوم يدعوهم إلى دين الله وإلى كتابه يمشى خلفه ويقول: أنا عمه وأنا أعلم به منكم فلا تصدقوه، فكان أشد على النبى من أبى جهل!.
ولذلك ذكره الله فى كتابه، وأنزل باسمه سورة كاملة: { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} ]1المسد]، رآه أخوه العباس عمُّ النبى صلى الله عليه وسلَّم فى المنام بعد موته، فقال له: يا أخى ما بك؟، قال: أنا فى أشد ألوان العذاب!! إلا أنه يُخفف عنى العذاب كل ليلة إثنين، قال: ولِمَ؟
قال: لأن جاريتى ثويبة لما وُلد محمد ابن أخى عبد الله جاءت إلىَّ وقالت: أبشر فقد وُلد لأخيك عبد الله غلام – وكان العرب فى ذاك الحين يفرحون بولادة الغلمان ويُساءون بولادة الإناث – قال: فقلت لها: أنت حرة، قال: فخفف الله عنى، ويخفف الله عنى كل ليلة إثنين دوماً !!، لأنى فرحت بميلاد محمد، وجعلت جاريتى ثويبة حرة لتلك البشرى التى بشرتنى!!.
وفى ذلك يقول الإمام ابن ناصر الدين الدمشقى رضى الله عنه:
إذَا كَانَ هَذَا كَافِرًا جَاءَ ذَمُّهُ | وَتَبَّتْ يَدَاهُ فِي الْجَحِيمِ مُخَلَّدَا |
أَتَى أَنَّهُ فِي يَوْمِ الاثْنَيْنِ دَائِمًا | يُخَفَّفُ عَنْهُ لِلسُّرُورِ لأَحْمَدَا |
فَمَا الظَّنُّ بِالْعَبْدِ الَّذِي كَانَ عُمْرُهُ | بِأَحْمَدَ مَسْرُورًا وَمَاتَ مُوَحِّدَا |