Advanced search

دروس Related

  • كيفية إدارة وحل المشكلات الأسرية

    More
  • الأحوال القلبية للصادقين و المداومة على العبادة و الذكر

    More
  • خطبة عيد الفطر_جوائز الله للصائمين

    More
View all

New الدروس

  • كيفية إدارة وحل المشكلات الأسرية

    More
  • الأحوال القلبية للصادقين و المداومة على العبادة و الذكر

    More
  • علامات قبول الصيام و القيام تذوق حلاوة الإيمان و الطاعه

    More
اعرض الكل

Most visited

  • آداب العزاء للسيدات

    More
  • أحداث آخر الزمان والقضاء علي اليهود

    More
  • رسالة التمام (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)ـ

    More
View all

أدب المؤمن عند إخراج الزكاة

Visits number:3965 Downloads number:18
Download video Watch Download audio Listen
أدب المؤمن عند إخراج الزكاة
Print Friendly, PDF & Email
+A -A



 بسم الله الرحمن الرحيم:

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله.

كلمة الزكاة اولاً معناها الطُهرة، زكاة المال يعني أُطهر المال، وزكاة الزرع يعني أُطهِّر الزرع، فكلمة الزكاة معناها الطُهرة، ولذلك قال الله لحبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم:

"خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ" (103التوبة).

فالزكاة ـ أى زكاة للتطهير، ولذلك زكاة الفطر كما قلنا: طُهرةٌ للصائم من اللغو ـ يعني الكلام الذي لا يفيد، والرفث وهو الكلام الخارج الذي يحاسبه عليه الحميد المجيد عز وجل.

ولمن تخرج؟

زكاة الفطر لا ينبغي أن تخرج إلا للفقراء، فلا يجوز أن نخرجها لا لمسجد ولا لمشروع خيري، لماذا؟ قال صلى الله عليه وسلَّم لصحبه الكرام:

(اغنوهم عن الطواف والسؤال في هذا اليوم) (1)

تغني من؟ الفقراء

لكن زكاة المال أو الزرع يجوز أن نُخرج منها للمشاريع الخيرية بشرط أن لا تزيد عن الثُلث.

والزكاة لا تجوز لا للأصل ولا للفرع، يعني لا يجوز أن أُعطي الزكاة لأبي ولا لأمي ولا لجدي أو لجدتي من جهة الأب أو من جهة الأم، ولا يجوز أن نُعطي الزكاة للفرع وهو الإبن أو إبن الإبن، لأنني كفيلٌ بهم ومُلزمٌ بهم.

بالنسبة للأخ إذا كان معي في معيشة واحدة فأنا أُعطي الزكاة عن نفسي، وإذا كان يعيش في معيشة وحده ويحتاج فممكن أن أُعطيه الزكاة.

وبالنسبة للأخت إذا كانت حالتها الإقتصادية غير سوية المسؤل عن الإنفاق عليها الزوج فلو أخرجت لها الزكاة فإني أساعد زوجها وليس لها هي، فأنا أساعد زوجها على المعيشة الطيبة إن شاء الله.

وما كيفية إخراجها؟

سيدنا رسول الله أوصى صحبه الكرام أن يُخرجونها سرِّاً، وقال في صدقة السر:

(صدقة السر تفضل صدقة صدقة العلانية بسبعين ضعفاً) (2)

ما تخرجه في السر تأخذ من الأجر ما تخرجه في العلانية سبعين ضعف، وليس سبعين ضعفاً، يعني تضرب سبعين مرة في إثنين، ولذلك كان أصحاب رسول الله يتحرُّوا خروجها سراً، وكيف نخرجها سراً يا رسول الله؟ قال: الجماعة الذين يخرجونها يكونون تحت ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله:

(رجلٌ تصدق بصدقة لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه) (3)

فكان أحد أصحابه يطبقون هذا الحديث بهذه الكيفية:

أنا عليَّ مثلاً زكاة أربعين جنيهاً يجزئها ويضعها في جيبه اليمين، وعندما يقابل الفقير يضع يده وكيفما تُخرج فلا يرى قيمتها؟ ولا يعرف هو نفسه كم أخرجت يده، حتى ينفدوا فيدخل في قول الحبيب صلى الله عليه وسلم:

(لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه) سبق تخريجه (3)

وكل إنسان وما قدره له رزقه، فواحد خرج له خمسة جنيهات فهو رزقه، وآخر خرج له عشرة فهو رزقه كذلك، فيفعل بهذه الكيفية الإلهية.

تعالوا نرى معاً أصحاب رسول الله الذين أمرنا الله أن نقتدي بهديهم كيف كانوا ينفقون الصدقات والزكاة؟

نبدأ ببنت حضرة النبي صلى الله عليه وسلَّم السيدة فاطمة، كانت عندما تُخرج الزكاة أو الصدقة تشتري عطراً أولاً ـ وكانت الأموال في زمانهم ليست ورقاً ولكن كانت ذهباً أو فضة ـ وتُتطيبها، فسألوها لماذا تصنعي ذلك؟ قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلَّم يقول:

(الصدقة تقع في يده الله قبل أن تقع في يد الفقير) (4)

 ولأنها تقع في يد الله فلابد وأن أُطيِّبها حتى تكون رائحتها طيبة لأنها تقع في يد الله:

(إن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً) (5)

السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تُعطي الصدقة لخادمتها وتُحدد لها الأسماء: إذهبي لفلان أو لفلانة واحفظي ما يقول أو ما تقول من الدعاء، ومن العادة أننا عندما نُعطي الفقير صدقة يدعو دعوة، فتقول لها الخادمة: دعا لكي بكذا وكذا، فترُد له الدعوة، فيقولون لها:

لم تفعلين ذلك؟ فتقول: [دعاءٌ بدعاء حتى تسلم لنا أجور صدقاتنا] ـ أنا أخشى أن يكون دعاؤه هو أجري، فهو يدعو وأنا أدعو له، فأبتغي الأجر عند رفيع الدرجات عز وجل.

ربنا في القرآن حذَّرنا من أمرين يُبطلان الصدقة والزكاة، فسأخرجها ولكن لن يكون لها عند الله أجراً ولا ثواباً ولا تُقبل عند الله، ماذا قال:

"لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالاذَى" (264البقرة).

والمن يعني المعايرة، فمثلاً: أعطيت واحداً صدقة، وبعد قليل أقول له: يا فلان أنا أريد هذه المصلحة، فيقول لي: أنا مشغول، فأقول له: أنا أعطيتك بالأمس كذا وكذا ـ فعايرته فذهب أجر الصدقة وانتهى، فقد ورد في الأثر:

(إن العبد ليعمل فيما بينه وبين الله فلا يزال الشيطان به حتى يُحدِّث به، فإذا حدَّث به حبط عمله)

أنت عملت عملاً لله، فلم تمُنُّ عليه به؟ لأنه حقه، لأن ما أعطيته له ليس منِّة منك ولكنه حق الفقير، والله يقول لنا ويُحذرنا:

(الأغنياء وكلائي والفقراء عيالي، فإذا بخل وكلائي على عيالي أذقتهم نكالي ولا أُبالي) (6)

هو حق الفقير وليس حقك فأنت لا تعطيه من عندك، تُعطيه الفرض الذي فرضه له الله عز وجل.

والأذى أنني أخذيه وأعطيه أمام الناس، في مسجد مثل هذا الذي نحن موجودون فيه وأقول له: تعالى يا فلان وأخرج المحفظة وأقول له: خُذ ـ لماذا أحرجه أمام الآخرين وأُسوِّد وجهه أمام الذي يسعه والذي لا يسعه، وكيف أعطيها له؟ في السر:

(صدقة السر تفضل صدقة العلا نية بسبعين ضعفا) سبق تخريجه (2)

أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلَّم بعضهم سمع النبي يقول:

(اليد العُليا خيرٌ من اليد السُفلى) (7)

وسمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يقول في حديث آخر عنه وعن آل البيت:

(نحن آل البيت لا نقبل الزكاة ـ لماذا؟ قال: إنما الزكاة أوساخ الناس) (8)

لأنها هي التطهير الذي نُطِّهر به الناس، فسمع أصحاب هذه الحكاية فقالوا: نحن ماذا نُعطي الفقير، وماذا نأخذ من  للفقير؟ إحسبها حسبة عقلية:

أنا أعطيه شيئاً من متاع الدنيا الفاني، لكنه يُعطيني أجراً باقياً عند الباقي عز وجل، فمن الذي يعطي الآخر أكثر؟ الفقير، فكان بعضهم إذا أراد أن يُخرج الصدقة يضع يده هكذا أسفل، ويأمر الفقير أن يضع يده فوق يعني هي اليد العُليا، لأنه يرى أن الفقير يقدم له مكارم لا يستطيع أن يلحقه بها.

أنا أقدم له شيئاً من المال فيشترى بها سجائر أو كذا أو كذا وهي أشياء فانية، لكنه يعطيني أشئاءً باقية عند الله عز وجل.

سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ذبح أُضحية وترك السيدة عائشة توزعها، وبعد أن خرج ورجع فسألها ماذا فعلتي؟

قالت: كلها خرجت إلا كتفها ـ لم يبقي إلا كتفها، قال:

(يا عائشة كلها باقٍ إلا كتفها) (9)

ما وزعناه هو:

 "مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللهِ بَاقٍ" (96النحل).

هذه الصدقة البسيطة التي تخرجها والتي حضرة النبي قال فيها ـ وتعجبوا من هذا الحديث:

(اتقوا النار ولو بشِق تمرة) (10)

يعني بنصف تمرة، وماذا تفعل شق التمرة؟ قال صلى الله عليه وسلَّم:

(إن العبد ليتصدق بالشيئ لا يُلقي له بالاً ـ تمرة يمكن أن يقابلها أحدنا وهو يمشي في الطريق، أو وهو بالمسجد أعطوه تمرتين فأكل واحدة وأعطى الأخرى لفقير دون أن ينتبه لذلك، قال صلى الله عليه وسلَّم:

(يأخذها الله ويربيها له كما يربي أحدكم فُلُّوَهُ ـ يعني كما يُربي أحدكم مُهرَهُ أى فرسه تربيةً غالية، فيجد الشيئ القليل كالجبال من الثواب والحسنات، فيقول الله تعالى له يوم القيامة: خُذ أجرك هذا، يقول: يا رب ومن أين لي بهذا؟ يقول له: هذه صدقتك التي تصدقت بها في يوم كذا أخذناها وربيناها لك فصارت كما ترى) (11)

هل هناك بنكٌ يا أحبة يُعطي سبعمائة في المائة؟ أين هذا البنك، أعلى البنوك الآن لا يُعطي أكثر من 12% وهذا بنك العالي جداً، لكن البنك الإلهي يعطيك الفائدة سبعمائة في المائة:

"مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ الله كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ" (261البقرة).

وليس هذا فقط:

"وَالله يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَالله وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (261البقرة).

يعني أقل الأجر وأقل الربح سبعمائة في المائة، أجر الصدقة البسيطة التي لا تعبأ بها، ولذلك حضرة النبي قال: إنتبهوا من يوم القادم سيكون مقداره خمسين ألف سنة، وحرارة الشمس من شدتها يعرق الناس عرقاً شديداً، فمنِّا من يبلغ العرق ركبتيه، ومنا من يبلغ العرق حقوية، ومنا من يبلغ العرق إلى صدره، ومنا من يغرق في عرقه، ومن لم يحجز في ظل العرش فأين يذهب؟ قال صلى الله عليه وسلَّم:

(كل مؤمنٍ في ظلِّ صدقته يوم القيامة) (12)

من يظللك هناك؟ هذه الصدقة وهي التي ستظللك في الموقف العظيم يوم تلقى الله عز وجل، ولذلك فهذا الباب الأعظم الذي حضَّ عليه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلَّم وقال فيه:

(إن في الجنة غُرفاً يُرى ظاهرُها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، قيل لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن ألان الكلام، وأطعم الطعام، وألقى السلام، وصلى بالليل والناس نيام).

فهذا سيكون من أصحاب الغُرف:

"غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الانْهَارُ"(20الزمر).

سيدنا على زين العابدين بن الإمام الحُسين رضي الله عنهما، كان من الوجهاء وعنده ثروات واسعة وعنده خدم وعنده أولاد وعنده زوجات، فلما مات وهم يغسلونه وجدوا عند ظهره قتبٌ كأنه كان يعمل عتالاً فتعجبوا من أين جاءه هذا القتب وقد كان مرفهاً طوال عمره؟ وعنده كل ما لذَّ وطاب، وبعد قليل وجدوا عائلات في المدينة إنكشفت ولا تجد القوت الضروري، فسألوهم: كيف كنتم تعيشون؟ وجلسوا يحسبون بالإحصاء فوجدوهم ثلاثين بيتاً، فكلهم قالوا:

كان يأتينا رجلٌ في جُنح الظلام يحمل على ظهره جوالاً من القمح، وفي يده اليُمني صًرة نقود، وفي يده الأخرى وعاءسمن، فيدق الباب فإذا قلنا: من بالباب وضع ما معه وذهب حتى لا نستطيع معرفته.

كل يومٍ يمر على بيت من ثلاثين بيتاً، ولا يعرف أولاده ولا تعرف زوجته، ولا خدمه الذين عنده يعرفون، وتحمَّل هذا الأمر بنفسه، لماذا؟ ليدخل في قول الله عز وجل:

 "الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ" (274البقرة).

فعلينا أن نراعي هذه الآداب في إنفاق الزكاة، ويا ليتنا جماعة المؤمنين أن نشكِّل لجنة متخصصة لجمع الزكاة وتكون عندها أمانة ولا تخشى في الله لومة لائم، ولا تجامل أحداً ولو كان قريباً لنستطيع القضاء بها على مشاكل المسلمين.

وعندنا على سبيل المثال هنا في مغاغة فيها ما لا يقل عن مليون فرداً في ثماني جنيهات يكون ثمانية مليون جنيهاً فلو جمعناها فكم شاب يستطيع الزواج؟ ونجري بها كم عملية جراحية لكم واحد لا يستطيع الإنفاق على هذه الجراحة؟

ونبني بها كم بيتاً للمساكين وليس لهم مأوى يسكنون فيها؟

وأين تذهب أموال الزكاة حالياً؟

أنا أرى أن أموال الزكاة مهدرة في بلاد المسلمين، لأن من يأخذها أُناسٌ معينون ونحن نحفظهم فلان وفلان وهؤلاء ولأن المال جاءهم بالراحة وبدون مشقة بعضهم والعياذ بالله يُنفقها في البانجو وبعضهم يُنفقها في الحشيش، وبعضهم ينفقها فيم لذَّ وطاب، ولا تذهب للموضع الذي أمرنا أن ننفقها فيه الله.

ولمن نعطيها يا رب؟

"لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ الله لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الارْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا" (273البقرة).

نحن مكلفون جماعة المؤمنين أنا نبحث عن هؤلاء الناس، ومن هم هؤلاء الناس؟

كل مؤمن لا يكفي دخله ضرورياته الحياتية: المأكل والمسكن والعلاج والتعليم بحسب الوسط الذي هو فيه، فيحتاج لهذه الزكاة.

أو مسلمٌ دخله يكفيه لكن عنده ظروفٌ لا يستطيع أن يغطيها، يحتاج لعملية جرحية فيحتاج إلى خمسة أو ستة آلاف جنيهاً، فمن أن يأتي بهم.

أو له إبنة تتزوج وتحتاج على الأقل إلى ثلاثين أو أربعين ألفاً من الجنيهات، فمن أين يأتي بها؟ أموال الزكاة تُغطي هذه التكاليف.

قيل: يا رسول الله ما المسكين؟ هل من يدور على الناس ويمد يده؟ قال:

(لا ليس المسكين الذي تردُّه اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين المتعفف أبا العيال) (13)

الرجل الذي عنده عيال كثيرين ودخله لا يكفي نفقات هؤلاء العيال، وما أكثر هؤلاء وعنده عزِّة نفس، فلا يمد يده لأحدٍ ولا يطلب من أحد، ولو أن أحداً أراد إعطائه شيئاً أمام الخلق يعتذر لأن عنده عزِّة النفس، وعزِّة النفس مطلوبة للمؤمنين:

"وَلله الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ" (8المنافقون).

ما الذي يحل هذه المشاكل؟

لو شكَّلنا لجاناً للزكاة، وتكون هذه اللجان على المستوى، ليس عندهم رغبة في مجاملة ـ فلا يجامل هذا لأنه قريبه، ولا ذاك لأنه نسيبه، ولا هذا لأنه جاره، ويكونون على هذا المستوى ونفحص المؤمنين لنقضي على مشاكل المؤمنين التي بيننا.

إذا كانت زكاة الفطر ثمانية مليون جنيهاً في مغاغة، فكم تكون زكاة المال في مغاغة؟ سيرتفع المبلغ جداً جداً جداً، ونستطيع عمل مشاريع خيرية تنفع البيئة التي نحن فيها بهذه الزكاة، لأن زكاة المال مع زكاة الزرع مع زكاة الضرع مع زكاة التجارة، كل هذه تأتي بأموال طائلة ولكنها تحتاج إلى حُسن التنظيم من المسلمين على هدي النبي القويم صلى الله عليه وسلَّم.

سيدنا رسول الله ماذا كان يفعل؟

كان يُرسل لجان زكاة ويأمرهم أن يأخذوا الزكاة ويعملوا بحوثاً إجتماعية للفقراء في المنطقة التي يعيشون فيها، وليست بحوثاً ورقية ولكن بحوثاً قلبية، معهم فراسة نورانية يعرف المحتاج فعلاً ويأخذون من أغنيائهم ويردون على فقرائهم، حتى أن سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لما جمع الزكاة حل كل مشكلات الأمة:

جمع أموال الزكاة فأمر بإعطاء الفقراء نصيبهم، فأعطوا الفقراء وبقي منها فائض فماذا يصنعون بها؟ قال:

أنظروا إلى الشباب الذي يريد الزواج واطلبوا أن يخطب فتاة وجهزوها من مال المسلمين، فزوُّجوا الشباب، ولكن لا يزال هناك فائض من أموال الزكاة، قال: انظروا لمن لا يستطيع القراءة والكتابة واشتروا لهم ألواحاً وأقلاماً وأتوا بمعلمين وأدفعوا لهم الأجور، ومُروهم أن يدخلوا المساجد ويتعلموا القراءة والكتابة، فاستطاعوا أن يمحوا أمية المسلمين والمسلمات في زمانه.

ولكن لا يزال هناك فائض من أموال الزكاة، فقال:

مهِّدوا الطرق واجعلوا على كل مرحلة من الطريق داراً للضيافة، وفيها طبَّاخٌ يطهو الطعام، وفيها مخزن فيه علفٌ للماشية ـ من يسافر والسفر على الدوام ـ فمن وصل إلى الإستراحة يدخل ويجلس فيها فيجد الطعام ساخناً يأكله لوجه الله ويجد علفاً لدابته تأكله أيضاً لوجه الله.

قالوا: لا يزال هناك فائض من أموال الزكاة، قال: أنثروا الحب على رؤس الجبال حتى يعلم الناس جميعاً أن الطير عندنا يأكل ولا يبيت جائعاً، حتى الطيور في بلاد المسلمين وضع لها الحب على رؤس الجبال ليعلم الناس أن الطيور في بلاد المسلمين لا تجوع، لماذا؟

حُسن تنسيق وحُسن تنظيم لفريضة الله كما كان عليه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.

أكتفي بهذا القدر خوفاً من السأم والملالة، وإن كان أحدٌ لديه سؤال في الزكاة أو في أى أمرٍ من أمور رمضان.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم

(1) أغنوهم عنِ الطَّوافِ في هذا اليومِ

الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : بلوغ المرام

(2) قال ابن كثير في التفسير: روى ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: {وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ}البقرة271 «جعل الله تعالى صدقة السر في التطوع تفضل صدقة العلانية بسبعين ضعفا، وجعل صدقة العلانية في الفرض تفضل صدقة السر بخمسة وعشرين ضعفا»

(3) سبعةٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظلِّه يومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّه : إمامٌ عادلٌ وشابٌّ نشَأ في عبادةِ اللهِ ورجُلٌ قلبُه مُعلَّقٌ بالمسجِدِ إذا خرَج منه حتَّى يعودَ إليه ورجُلانِ تحابَّا في اللهِ اجتمَعا على ذلكَ وتفرَّقا ورجُلٌ ذكَر اللهَ خاليًا ففاضَتْ عيناه ورجُلٌ دعَتْه امرأةٌ ذاتُ حسَبٍ وجمالٍ فقال : إنِّي أخافُ اللهَ ورجُلٌ تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها حتَّى لا تعلَمَ شِمالُه ما تُنفِقُ يمينُه

الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان

(4) عن عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ إنَّ الصَّدقةَ تقعُ في يدِ اللَّهِ تعالى قبلَ أن تقعَ في يدِ السَّائل ثمَّ قرأَ عبدُ اللَّهِ {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} الآيةَ

الراوي : عبدالله بن قتادة المحاربي | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد

(5) - إنَّ اللهَ طيِّبٌ لا يقبلُ إلِّا طيِّبًا

الراوي : أبو هريرة | المحدث : الزرقاني | المصدر : مختصر المقاصد

(6) عن عبد الله قال: قال رسول الله الخلق كلهم عيال الله فأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله . رواه الطبراني في الكبير

(7) أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ وهو علَى المِنْبَرِ، وذَكَرَ الصَّدَقَةَ، والتَّعَفُّفَ، والمَسْأَلَةَ: اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، فَاليَدُ العُلْيَا: هي المُنْفِقَةُ، والسُّفْلَى: هي السَّائِلَةُ.

الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

(8) إنَّ هذِه الصَّدَقاتِ إنَّما هي أوْساخُ النَّاسِ، وإنَّها لا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ، ولا لِآلِ مُحَمَّدٍ وقالَ أيضًا: ثُمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ادْعُوا لي مَحْمِيَةَ بنَ جَزْءٍ، وهو رَجُلٌ مِن بَنِي أسَدٍ كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ اسْتَعْمَلَهُ علَى الأخْماسِ.

الراوي : عبدالمطلب بن ربيعة بن الحارث | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

(9) عن عائشةَ: أنَّهم ذبَحوا شاةً، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم: ما بَقِيَ؟ قالَتْ: ما بَقِيَ منها إلَّا كَتِفُها, قال: بَقِيَ كلُّها غيرَ كَتِفِها.

الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند

(10) اتقوا النارَ ولو بشقِّ تمرةٍ و في روايةٍ يا عائشةُ استتِري من النارِ ولو بشقِّ تمرةٍ فإنها تسدُّ معَ الجائعِ مسدَّها من الشبعانِ

الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد

(11) مَن تَصَدَّقَ بعَدْلِ تَمْرَةٍ مِن كَسْبٍ طَيِّبٍ، ولَا يَقْبَلُ اللَّهُ إلَّا الطَّيِّبَ، وإنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ، كما يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، حتَّى تَكُونَ مِثْلَ الجَبَلِ. الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

(12) إنَّ الصَّدقةَ لتطفئُ عن أهلِها حرَّ القبورِ وإنَّما يستظلُّ المؤمنُ يومَ القيامةِ في ظلِّ صدقتِهِ

الراوي : عقبة بن عامر | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد

(13) أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: ليسَ المِسْكِينُ الذي يَطُوفُ علَى النَّاسِ تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ واللُّقْمَتَانِ، والتَّمْرَةُ والتَّمْرَتَانِ، ولَكِنِ المِسْكِينُ الذي لا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، ولَا يُفْطَنُ به، فيُتَصَدَّقُ عليه ولَا يَقُومُ فَيَسْأَلُ النَّاسَ.

الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الجمعة 10/7/2015 الموافق 23 رمضان 1436 هـ

مسجد قاسم المصري ـ مغاغة

اعلان في الاسفل

All rights reserved to Sheikh Fawzi Mohammed Abu Zeid


Up