Visits number:895
Downloads number:Not found

{وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }الأنفال33
كل أهل الدنيا عندما بُعث سيدنا رسول الله كانت بعثته رفع العذاب عن الناس وعن الأمة كلها، لأنه من كان قبلهم:
الأمة التي تُكذِّب رسولها ينزل عليها عذاب من الله عز وجل، فمنهم من خسفنا بهم الأرض، ومنهم من أغرقنا ومنهم جاءتهم الصيحة، فكل واحد يُبعث إلى أمة ينزل بها الهلاك.
فعندما جاء رسول الله إرتفع هذا العذاب عن الأرض كلها حتى عن الكافرين ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.
بالنسبة للمؤمنين فلا عذاب لهم في الدنيا في المعيشة ولا مشاكل ولا متاعب ماداموا يستغفرون الله عز وجل:
"وَمَا كَانَ الله مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" (33الأنفال).
لكن سيدنا رسول الله رحم الله به العالم أجمع، من الذي نزل عليه هلاك بعد رسول الله؟ لا أحد، حتى نزل الملكين لما رجع من الطائف وقال له أحدهما:
(إن شئت أطبقتُ عليهم الأخشبين ـ جبلين حول مكة ـ قال: لا إني أطمع أن يُخرج من أصلابهم من يُوحِّد الله عز وجل).
وفي غزوة أُحد ضربوه بسهم في أسنانه الأمامية ووقعت أسنانه ونزل الدم، فقال له: أُدعو عليهم يا رسول الله، فقال: إنما بُعثت رحمة، فأصبح رحمة للعالم كله صلوات ربي وتسليمته عليه.
ولذلك عندما يكون واحد من الأحباب من أهل الطرق يترك الشيخ ويذهب لشيخ آخر، ويهددوه: لماذا تترك الشيخ؟ فسيحدث لك كذا وكذا، فمن أين جاءوا بهذا الكلام؟ والشيخ من إمامه؟ أليس سيدنا رسول الله، وإذا كان سيدنا رسول الله لم يدعو على الكفار.
فكيف يكون شيخ على منهج رسول الله ويدعو على من تركه واتبع غيره من رجالات الله، فهذه دعوى جاهلية لا ينبغي أن تكون في الأمة المحمدية.
الشيخ تابع لرسول الله رحمة ولين وشفقة وحنان، فمن يتبعنا أهلاً وسهلاً، ومن تركنا واتبع واحد آخر ما المانع؟ فكلنا أُخوة في الله وكلنا نعمل في دائرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.
لكن هل هذه الدائرة فيها تهديد أو وعيد؟ لا ـ يقولون: طالما تركت الشيخ فسيحدث لك في نفسك وسيحدث لك في بيتك وسيحدث لك في أهلك، ماهذا الكلام؟ هذا الكلام لم يرد عن الصالحين أبداً، ولا حتى عن أتباع الصالحين، لأننا كلنا إخوة متحابين ومتآلفين في الله عز وجل.
وكان الصالحون ولا زالوا إلى عصرنا هذا في المجالس يحضرون كل أتباع الصالحين، وهل أحدٌ من الصالحين يقول لجماعته إحضروا ويفرزهم ومن كان غريباً يُبعده؟
لا ـ فكلنا إخوةٌ متحابين، وهم أُسوةً برسول الله حتى لم يدعو على الكفار لأنه كان رحمة، فهم كذلك أتباعه الأتقياء الأنقياء رحمة بخلق الله عز وجل:
"رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ" (29الفتح).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلمّ