Advanced search

دروس Related

  • صلاة التراويح أهميتها وفوائدها

    More
  • المفطرات المعنوية الرفث و الفسوق

    More
  • المفطرات المعنوية-الغيبة والنميمة

    More
View all

New الدروس

  • صلاة التراويح أهميتها وفوائدها

    More
  • المفطرات المعنوية الرفث و الفسوق

    More
  • المفطرات المعنوية-الغيبة والنميمة

    More
اعرض الكل

Most visited

  • آداب العزاء للسيدات

    More
  • أحداث آخر الزمان والقضاء علي اليهود

    More
  • رسالة التمام (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)ـ

    More
View all

معلم الناس الخير

Visits number:2317 Downloads number:7
Download video Watch Download audio Listen
معلم الناس الخير
Print Friendly, PDF & Email
+A -A



نجع علوان – ديوان الحاج رجب فرغل                                                        السبت 14/11/2009 

 أنشد المنشد : 

 حبانى رسول الله بالفضل سادتى           ومن فضله قد صرت داع ٍإلى الخير 

بسم الله الرحمن الرحيم :

ماكنّا نردده الآن هو كلام مولانا الإمام أإبو العزائم رضى الله عنه ، اى أصبح داعيا ً إلى الخير ، والداعى إلى الخير يا أحباب قد أخذ وراثة رسول الله صلى الله عليه وسلم الكليّة ، وذلك لأن رسول الله يقول فيه حضرة الله :

 { إِنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } (الأحزاب : 56)

ويقول رسول الله عن الداعى إلى الخير :

 ( إنّ الله وملائكته ، وحيتان البحر وهوامه ودواب البحر وأنعامه ليصلون على معلمّ الناس الخير ) .

إذن فهى وراثة كليّة .. التاج هو نفس التاج ، وعندما نسمع هذا البيت يذهب فكر الكثير ٍ منّا إلى علماء اللسان ، ونظن أنهم هم الدعاة إلى الخير ، مع ان الموضوع خلاف ذلك .. فمن هو الداعى إلى الخير ، الذى يهدى الله على يديه النفوس التقيّة المؤمنة .. هو الإنسان الذى صار داعيا ً لنفسه أولا ً .. دعى إلى الله فأجابت ، ودعى روحه إلى الله ن فأحياه الله عزّ وجلذ :

  { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لله وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ } (الأنفال : 24)  وهذا الكلام  للمؤمنين  والإستجابة هنا للإثنين ، لله ولرسوله ، وقال إذا دعاكم ولم يقل إذا دعاكما .

إذن فالداعى هو رسول الله ..لما يحييكم ..وماذا نكون الآن ؟ . قال : قبل الحياة القرآنية الروحانية الربانية التى نحن فيها الآن ونتمتع بها .. كنّا فى المعيشة مثلنا مثل غيرنا ، وهذه المعيشة يقول فيها حضرة الله :

 { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا } ( طه :124) فالمعيشة كلها مشاكل وخلافات وشواغل  ويجتمع فى ذلك كل الناس الذين حولنا .. وهنا يجب أن نسأل من هو البعيد عن هذه الدائرة ؟

هو الإنسان الذى استجاب وأناب لله وللرسول ، وعندما يستجيب هذا العبد وينيب يصدر له القرار الإلهى :

{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ } ، ماله يارب ؟ قال :

أول بند : {  فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً } هذا فى الدنيا ، أمّا فى الآخرة :

ثانى بند : {  وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ( النحل : 97) أى سنتغاضى عن الهفوات والزلاّت ، ولن نأخذ إلا ّ الحسن فى الملف ، والباقى نضعه فى سلةّ المهملات :

{ أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا } (الأحقاف : 16) وعندما يصدق الإنسان مع الله فى باطنه ، ويستجيب ظاهره لمتابعة رسول الله يتولاّه مولاه .. كيف ؟

يجعله موضع نظرلمن حوله من خلق الله ، ومع أنه لايتكلم ، فإن الناس تراه وترتبط به ، أنه طالما يمشى مع الله ومستقيم مع الله ، فإنّ الله أعطاه بركة لا تحدّ ولا تعدّ ، مع أن أرزاقه محدودة وبسيطة ، وهذه آية من آيات الله تظهر عليه .. فيقول عليه من حوله : إنّ أولاده بارزين فى التعليم وأذكياء مع أنهم لا يأخذون دروس خصوصية .. أو يقولون : إن أولاده بررة ، ولا يستطيع واحدٌ منهم أن يعترض على أبيه ، ويحرصون على إرضاء أبيهم وأمّهم .. فيضرب الله به المثل الحىّ لمن حوله .. إذن فهو الداعى الحق لله .. 

بخلاف من يدعو لنفسه وللشهرة ، وليس باطنه صادق مع الله ، وليس ظاهره متابع لرسول الله .

 { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ } ( النحل : 125) وهى دعوة ٌ ثانية .. أمّا الداعى للخير فهو نحن جميعا ً ، لأن كل واحد فينا داعى إلى الخير .. أى ّ خير ؟ .. الخير الذى وعد الله به المؤمنين إذا أخلصوا لله قلبا ً وقالبا ً فى الدنيا من التيسير ، ومن اللطف ، ومن الأرزاق التى تأتى من غير حساب ، وهنا قد يسأل سائل كيف تأتى الأرزاق من غير حساب؟

هل يأتى من يعطيه مثلا ً مائة جنيه بدون سبب ؟ .. ليس كذلك ، لكن إذا كان معه مائة جنيه ، يتجلىّ عليها الحق ويجعلها فى مقام ألف جنيه ، وهذا مايسمّى بالبركة .. وقد يضع الله البركة فى الطعام ، فيأكل الأولاد ولا ينفد الطعام .. وقد يضع الله البركة فى الملبس فأ لبس الجلباب حتى أمَلّ منه ، ومع ذلك فكل من يقابلنى ويراه يقول لى مبروك الجلباب الجديد ، وأظلّ على هذا الحال إلى أن أشترى جلبابا ً جديدا ً ، وأعطى القديم لمن يستحقه ، إذ ن يجب أن أكون حريص على ذلك .

 وقد يضع الله البركة فى الوقت ، فيجعل الله عزّ وجلّ الإنسان يقضى الوقت القليل ما يقضيه غيره فى الوقت الطويل ، وبركة الوقت موجودة ومشهودة فى حادثة الإسراء والمعراج ، فقد خرج رسول الله وذهب إلى المدينة ، ثم ذهب الى طور سيناء ثمّ ذهب إلى بيت المقدس وصلىّ بالنبيين ، وإحتفلوا به ، وخطب كل واحدٍ منهم خطبة ً، ثمّ خطب هو فيهم صلى الله عليه وسلمّ ، وجاء له سيدنا جبريل بالتحيّة ، ثمّ عرج إلى السماوات ، وكان يتمّ له إحتفال فى كل سماء من السماوات السبع ، ثمّ أخذ جولةً فى الجنّة كلها ، بعدها أخذ جولةً فى اللوح المحفوظ والعرش والكرسى ... ورجع من هذا كله وفراشه ساخن لم يبرد بعد .. فما الذى حدث ؟

طوى الله له الزمان فلم يعد زمانا ً .. وهذا يحدث أيضا ً مع العارفين والصالحين .. فيفقك الموفق ويجعل الأشياء التى يقضيها غيرك فى شهر .. تقضيها أنت فى نفس ، وذلك هو التيسير .

فمثلا ً استيقظت فى الصباح ، وفى نيّتى وتخطيطى قضاء خمس مصالح ، وكل مصلحة تحتاج إلى يومٍ كامل .. فييسر الله الأمر ويقيض لى من يأتينى ويعرض علىّ قضاء هذه المصالح وأنا فى مكانى .. وهذا هو تيسير الله لعباد الله الصادقين مع حضرة الله جلّ فى علاه .

هذه الأشياء عندما يلحظها كل من حول هذا الإنسان يقولوا : لماذا هذا هكذا ؟ .. فهناك حاقدين وحاسدين ، لكن عليك أن تعلم علم اليقين أن أى مؤمن ٍ صادق ٌيجنّد له الحق جنودا ًمن عنده

يدافعون عنه فى كل موقع ، وفى كل وقت وحين ، وليس هناك جلسة يتعرّف فيها واحدٍ لأحدٍ من المستيقيمين ، إلا ّ وتجد أن الله قد سخرّ له واحدا آخر يرُدّه ، وذلك ليتحقق قول الله :

  { إِنَّ الله يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا } (الحج : 38) ، فإن قال لك أحد ٌ: أن فلان خاض فى حقك ، فلا ترّد ولا تهتم ، لأنك ستجد بالتحرّى أن هناك واحدٌ فى نفس الجلسة رَدّ عليه أفضل من رَدّك أنت لأنها حكمة الله : 

  { إِنَّ الله يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا } (الحج : 38) .

ومع هؤلاء هناك أناس مؤمنون يريد الله أن يصلح شئونهم ، فينظرون إلى هذا الرجل فيقولون أن فلاانا ًهذا كان رجلا ً فقيرا ً ، وعندما صار فى طريق الله تحسّنت أحواله ، وتفوّق أولاده ، وزادت أمواله ، وذلك مايجعل الناس تتحمّس ، وتدخل فى طريق الله .

من الذى دعى هؤلاء ؟ .. هل خطيب المنبر ؟ .. هل هو عالم ؟.. لا هذا ولا ذاك ، وإنمّا دعاهم حال هذا الرجل ، وقد قال الشيخ إبن عطاء الله السكندرى فى ذلك : { حالُ رجُلٍ فى ألف رجُل ٍ ، خيرٌ من كلام ألف رجُل ٍ لرجُل ٍ واحد ٍ } .

الناس فى هذا الزمان لا يريدون الكلام ، حتى أولادنا الصغار ، لكنهم يريدون إماما ً يقتدون به .. فالمتكلمون كثير .. فهل منّا من يستطيع أن يجارى أعضاء الجمعية الشرعية ، أو الإخوان المسلمين فى الكلام ؟.. أبدا ً .. فهم يريدون الكرسى وحسب ، وهل يوجد فينا من يدرس قدر مايدرسه المستشرقون فى دين الإسلام ؟ .. أبدا ً ، ولكن الموضوع أن الناس تريد قدوة ً :

  { أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى الله فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ } (الأنعام : 90) أى إقتدى بهدايتهم .

وعلى مثل ذلك يكون الداعى إلى الخير بحاله وبسلوكه وبسمته ، وبأدبه وبذوقه ، الداعى إلى الخير الذى يقول عنه الناس : أنظروا إلى فلان إنه لا يتكلمّ إلا ّ بالحكمة ، فلا يغتاب أحدا ً ولا ينّم على أحدٍ ، وإذا ذكر أحدٌ أما مه ،  إمّا يتكلمّ بخير أو يصمت

فاعلم يا أخى أن الناس كلها عيون متجهة إليك ، والناس لا تحكم بالمظاهر ، فتقول فلان هذا شيخ ، ولكنه يفعل كذا وكذا .. فهم بذلك لا يريدون إلا ّ القدوة الذى يقتدون به فى كل أحواله .

 كذلك يقولون أنظروا إلى فلان وأسرته فهم غير تفاهم ٍ ومودة، هو وزوجته واولاده .

أمّا إذا كنت أحضر كل يوم حلقة الذكر بعد العشاء ، وكل يوم بالنهار عندى سركٍ فى البيت من مشاكل ومشاجرات بينى وبين زوجتى وأولادى ، فلا ينظر الناس هنا إلا ّإلى المساوئ ، فيقولون هذا الذى يذكر طوال الليل ؟.. فلماذا يتعارك طوال النهار مع زوجته وأولاده ، فأنا مثلا ً رجلٌ منتسبٌ إلى طريق الله عزّ وجلّ لكنى لا أتورّع عن الحرام ، وهى مصيبة المصائب لكل الآثام ، فيسأل الناس رفيقه فى الطريق ، لماذا يمد هذا الرجل يده إلى الحرام .. فهل يستمعون لكلام مثل هذا الرجل ؟

إذن فنظر الناس دائما ً إلى سلوك الإنسان ، فإذا عدّل الإنسان من سلوكه ، وأصبح على المنهج القرآنى ، فهو الولىّ التقىّ النقىّ الخفىّ ، الذى يقول فيه حضرة النبىّ : ( إن الله يحبُ العبد التقىّ النقىّ الخفىّ ) ، وليس العالم الذى يظهر على الفضائيات أو يصعد المنابر لكنه التقىّ النقىّ الخفىّ ، وهو بحاله يشدّ الناس إلى الله عزّ وجلّ ، وهذه هى الدعوة التى كان عليها أصحاب رسول الله ، والتى مازال عليها أولياء الله الصالحون إلى نهاية الحياة ، يدعون إلى الله بالقدوة والمثل ، وبالأحوال ، وعلى مثل ذلك يكون الداعى إلى الخير ، وأظن ذلك سهلا ً ، فلا يستدعى الوصول إلى ذلك أن تذاكر فى كتب ، أو تحصل على الماجستير ، أو الدكتوراه ، ولا حتى شهادة من معهد الدعوة ، وكل ما أريده .. هو أن تحصل على شهادة من الخلق بأنك رجلٌ على الحق وعلى الصدق ، وإذا وصلت لذلك فإن الناس ستسير خلفك ، لأن الناس دائما ًعلى وعى . حتى المتسيب منهم عندما يريد أن ينضم إلى الصالحين بعد أن يتوب الله عليه ، يبحث ويدقق عن الأحسن لكى ينضم له .. والأحسن هنا ليس فى الكلام ، ولكنه فى السلوك والأفعال .

وإذا وصل الإنسان إلى هذا الحال أصبح داعيا ً إلى الخير ، وأصبح له نصيب عظيم فى وراثة رسول الله صلى الله عليه وسلم الأكملية .

 وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

اعلان في الاسفل

All rights reserved to Sheikh Fawzi Mohammed Abu Zeid


Up